خمسة هموم












كنت ابكي و انا اكلمه على الهاتف لا ادري كيف بكيت كنا نتكلم في ليله عاديه و اخذنا الحديث حتى وصل لهمومي و مخاوفي و فد شكيت اليه كل شيء حتى اني شكيت منه اليه


انها المرة الاولى التي ابكي بوجوده لقد فزع و تالم لي ..


انها المرة الاولى التي افتح قلبي و ارمي كل همومي بين يديه و اتركه ليعالجها


لم يبدي اي ردة قعل بل تركني اتكلم و اتكلم و عندما سكت


سالني " خلصتي "


لم ارد عليه لماذا يسال هذا السؤال اشكي له ولا يستطيع حتى سماع ما اشعر به


"سكوتج اعتبره اي "


لم ارد فقال " ابي اشوفج الحين "


استغربت ما طلبه فتحت الستارة لارى اشعة النور تتسلل الى غرفتي


" امبي الشمس اطلعت ! "


" اي سولفنا وايد و ما حسينه بالوقت يالله تعالي بالمدرسه اللي يم جمعيتكم سفطي بالمواقف و انا يايلج "


ذهبت امام المراة لارى عيوني المنتفخه من اثر البكاء


ربطت شعري كذيل الحصان و اخذت مفاتيج سيارتي و خرحت من غرفتي


كان الهدوء يعم المنزل و اختي لا تزال نائمه تسللت للخارج و ذهبت اليه


كانت رؤية وجهه تبعث في نفسي الطمئنينه ابتسمت بالم حينما رايته


مد لي يده من بعيد مشيت نحوه و مسكت يده


و بدا بالحديث " بوديج مكان حلو و سحري "


وضع عينه بعيني و ابتسم حينما اكون بجانبه لا استطيع ان اغضب منه


" كل مكان اروحله معاك بكون سحري "


مشينا بجانب سور المدرسه و هلت الذكريات بذهني بصوره مفاجاه شعرت بالحنين لتلك الايام الرائعه حينما كنت طفله و لا هما احمله اردت ان اشاركه تلك الذكريات


" تدري انه هذي الابتدائي اللي كنت اروحلها "


التفت نحوي و ضحك" اتخيلج و انتي مسويه عنقوصتين و لابسه النفنوف المبكر .. عاد كنتي شيطانه و لا هاديه "


ابتسمت و انا اتذكر مغامراتي الطفوليه " كنت شاقه الارض و طالعه عكس شخصيتي الحين , تخيل كان كل اربعا يمعتنا بيت يدي عقب المدرسه و بيت يدي الله يرحمه كان يم المدرسه بالضبط شوف مناك "


و اشرت بيدي ناحية بيت جدي


" بس الحين شرته ناس و هدموه و بنوه مره ثانيه المهم امي كانت تمر اختي من الروضه اول بعدين تمرني فتتاخر شوي علي فانا قتلها اني ماني ناطرتج بروح مشي بيت يدي عاد ابوي كان موجود و قالي اني خوافه و ما اسويها و محد خذه كلامي صج و سويتها رحت مشي لبيت يدي و امي سوت سالفه دورتني بالمدرسه ولما ما لقتني قعدت تبجي مناك و الابلات مخترعين و انا لما رحت بيت يدي قتلهم اني قايله لامي اني بيلهم مشي و مادقو عليها بعدين امي تذكرت اني قتلها بروح مشي فدقت على بيت يدي تسال عني عاد سولي سالفه كبيره و ماكو احد بالعايله مازفني و انا كنت بس اضحك بس بعدين انبني ضميري على امي كسرت خاطري "


تتعالا ضحكاته و يقولي لي " يالشريييره جذي تسوين بامج "


فضحكت " كله من ابوي ليش يتحداني "


هز راسه و هو يقول " اخخ منج بس الله يعين ريلج عليج "


عقدت يداي و ازحت بوجهي للناحيه الاخرى و انا اقول " يحصله اصلا اللي بكون زوجي "


يبتسم و يقول " اي و الله يا حظه "


ثم وقف و مسك يدي ليمنعني من المشي و قال " شوفي حبيبتي مني المكان السحري "


التفت حولي و ارى شجرتين و نبتات مختلفه ملتصقه بسور المدرسه الخلفي و سور جانبي لاحد المنازل و شارع داخلي قد غطته الاشجار و مساحه كبيره خاليه امامي


و استطرد " بس ليما الحين ما دخلنا "


لاقول " ها عيل متى تعبت و انا امشي "


رفع حاجباه " يالعياااره الحين بيت يدج رحتي و جنه العيد و الحين خطوتين و تعبتي "


ابتسم و اقول " اوف جكني "


يلكزني ثم يرفع يداه و يمسحهما من اعلى السماء حتى الاسفل و هو يقول


" شفتي الستاره الكبيره هذي اللي نازله من السما "


التفت اليه و اقول " شنو ؟ "


فيقول بغضب " فطييم خلج معاي و شوفي الستاره !! "


فاستوعب انه يقوم بلعبة التخيل الذي اعتدنا ان نلعبها و نحن نتكلم بالهاتف


" جسوم لا تزف خلاص.. شفتها شفيها "


يبتسم بحنان و يكمل حديثه " تدرين هالستاره خيوطها من شنو ؟ "


اساله " من شنو ؟ "


" من النجوم , عاد تدرين اي نجوم "


ابتسم و اسئل " اي نجوم ؟ "


فيقول " النجوم اللي كانت تطلع من سوالفنا طارت و يت مني و كونت ستاره حق هالمكان الحلو و محد يقدر يفتح هالستاره غيري انا و ياج "


كان يقف بجانبي و فجاه قفز امامي و وقف وقفه جانبيه و بيد واحده مثل انه يفتح ستاره و اليد الاخرى مدها امامي و هو يقول


" my lady "


سلمته يدي و مشيت معه , دخلنا نحو ذلك المكان


"فطوم شوفي هذاك الطير اللي واقف على الشيره "


التفت نحو يده لارى شجرة مائله اعتقد ان عمرها قد انتهى و لا اغصان بقيت حتى لتحمل الاوراق


اشاكسه و اقول " اي اللي لونه وردي و منقاره ذهبي "


نظر الي و ضاقت عيناه .. تعمدت ان الون طائرنا الخيالي بالوردي فهو يكره ان انسب كل شيء يخصنا بالوردي حتى حين اكتب اسمي و اسمه باللون الوردي يغضب و يقول " كتبي اسمي بلون ثاني لون رجولي "


فهم ما اريده فعدل على كلامي " لا اصلا ماكو طير وردي قام اتكلم عن الطير الازرق "


اقرر الحل الوسط فاقول " بلى شوف يم الطير الازرق طير وردي "


فيقول " زين ماقدر عليج المهم شفتي هالطيرين الازرق و الوردي "


اهز راسي بالايجاب " اي شفيهم ؟ "


"الحين راح يغردون لنا سمعيهم زين "


فاقول " لا مابي كافي تغريدي مالك شغل فيهم لا تسمعهم بس اسمعني "


يرفع حاجباه و هو مبتسم " اتغارين من الطيور "


اجاوبه " اغار عليك من كل شي "


تتسع ابتسامته يمسك يدي و اذهب معه نحو الشجره و نجلس يضم يدي و يمرر اصابعه فوق اصابعي و يقلب يدي و يقول " ايدج صغيره حيل "


فاقول " لا ايدك الكبيره حيل ايدي مافيها شي "


فيبتسم و يقول " صح انتي كلشي تقولينه صح "


يفتح جميع اصابعي ويضعهم امام وجهه يمسك اول اصبع و يتنهد ثم يبدا بالحديث


" اولا امج انشالله فتره قصيره و بتردلج و اهيا بصحه و عافيه مع ابوج و كل المعاناة اللي كنتو تحسون فيها بتروح مع علاجها و بترد احسن من قبل , ما بعد الشده يا فطوم الا فرج "


و يغلق اصبعا واحدا من يدي و يمسك الاصبع الثاني
" صديقة عمرج الي متهاوشه معاها و على قولتج صارت تكرهج ترى تدري انج بالاخير تدورين مصلحتها و لو ما قلتيلها هالحجي ما راح تستوعب اللي اهيا فيه و الحين راح تدري انج انتي الصح و كلها جم يوم و بتي تقولج انها سوت الي انتي تبينه و اهيا راضيه "


فيغلق اصبع يدي الثاني و يمسك الاصبع الثالث
" و انا مو ناسيج و انتي في بالي و انا بس لاهي اراكض و را الاوراق عشان اتوظف عشان اقدر اتقدملج باسرع و قت فطومتي "


و يغلق الاصبع الثالث و يمسك الاصبعين و يقول
"هالثلاث اشياء الي تبجين عليها ترى و الله ما تسوى شوفي عيونج شلون انتفخو من البجي و ويهج ذبلان مو عاجبني ادري تحاتين امج بس الحمدالله كاهي كل يوم تصير احسن من قبل "


فابتسم و اقول " و الصبعين اللي ماسكهم حق شنو ماعندي بعد اشياء احاتيها "


فيبتسم و يقول " اي هذيل خشيهم حق عيالنا هذا حق حمودي "


فيغلق اصبع و يمسك الخير و يقول " و هذا حق لولو "


قصة حلوة ووايد عجبتني خيالية
ورمنسيه عيشتني جو ثاني
بس ما افتكر اكو شاب هاليومين يكون برومانسية البطل او خياله
الجزء الأخير رائع
فسر القصه كلها واوضح جوانب مجهوله من حياتها


0 التعليقات:

إرسال تعليق